الحرة عضو ذهبى
عدد الرسائل : 721 تاريخ التسجيل : 02/04/2008
| موضوع: أصل كلمة الثقافة الأحد مايو 17, 2009 10:56 pm | |
| بداية اعرف ان الموضوع طويل قليلا ولكنه مفيد نوعا ما هل تعرف اصل كلمة "الثقافة"
يستخدم مصطلح الثقافة وفق المفهوم الغربي للإشارة إلى ثقافة المجتمعات الإنسانية، وهي طريقة حياة تميّز كل مجموعة بشرية عن مجموعة أخرى. والثقافة يتم تعليمها ونقلها من جيل إلى آخر؛ ويقصد بذلك مجموعة من الأشياء المرتبطة بنخبة ذلك المجتمع أو المتأصلة بين افراد ذلك المجتمع، ومن ذلك الموسيقى، الفنون الشعبية، التقاليد المحببة، بحيث تصبح قيما تتوارثها الأجيال ومثال ذلك الكرم عند العرب، الدقة عند الأوروبيين، أو رقصات أو مظاهر سلوكية أو مراسم تعبدية أو طرق في الزواج . فيقصد بالثقافة الكيان المادي والروحي لمجتمع من المجتمعات ويدخل في ذلك التراث واللغة والدين وعادات المجتمع ونشاطه الحضري
.اما الثقافة في اللغة العربية أساسا هي الحذق والتمكن ، وثقف الرمح أي قومّه وسواه،.
وكان أول من استعمل مصطلح ثقافة ليقابل به لفظة culture في العصر الحديث هو سلامة موسى1.
سلامه موسى هو اول من استخدم مصطلح الثقافة في اللغة العربية. وكانت الناس قبله تستخدم كلمات بديلة مثل ( عالم و امام وخطيب جمعه( ويقال ان اول من استخدم كلمة ثقافة في اوروبا هم الفرنسيون وذلك في اثناء دفاع بعض الجماعات اليسارية عن ضابط في الجيش الفرنسي كانت قد اتهمة وكالة الأستخبارات الفرنسية بالتجسس لصالح المخابرات ألألمانية فاصدر اليسار الفرنسي بيانا تحت عنوان بيان المثقفين وذلك سنة 1894م
على ان اصول البحث العلمي لا تشير الى هذه الرواية التي كتبها واشاعها محمد عابد الجابري في كتابه) المثقفون في الحضارة العربية) الصادر عن مركز الوحدة العربية-بيروت في عام 1995م
ولكن الصحيح هو ان ماوتسي تونج هو اول من اطلق اصطلاح الثقافة ضد خطاب له ضد خصومه في الحزب الشيوعي حين قال cultural- revolution على اي حال فان الماركسيين والأشتراكيين هم اول من عمم كلمة الثقافة في العالم كله وذلك يعود الى مهارتهم في الجدل التاريخي الديالكتيكي ولتصادمهم مع التراث الزراعي وانماط الأنتاج ويكاد ان يكون راي الجابري بعيد عن الموضوع لأنه يحاول ان يرد الأستخدام الى الأصل الفرنسي وهو-intellectuel- وهو مشتق من العقل في الثقافة الفرنسية ومن الزراعة في الثقافة الأنكليزية وقد استخدم سلامه موسى اصطلاح الثقافة في بداية العشرينيات من القرن المنصرم اي 1922م تقريبا ولم تكن العرب قبله تعرف ما الثقافة؟ وكانت تعني لديه كل نشاط عقلي وذهني وابداع انساني وكتب بعدها يحيى حقي منتقدا سلامه موسى قائلا : كان يجب على سلامه موسى ان يعيد كلمة الأدب الى مجدها لأن كلمة الثقافة في اللغة العربية تعني سن الشيء وحده فكانت العرب تقول ثقف السيف اي حده ونه حتى يكون ماضيا وحادا وثقف العود ليكون سهما وكلمة ادب براي يحيى حقي افضل من استعمال كلمة ثقافة لأن كلمة الأدب تعني تهذيب الشيء وتقول العرب ادب فلان من الناس بمعنى انه اعد وليمة طعام
وان ما ذكره يحيى حقي في كتابه -هموم ثقافية- قريب جدا من جدة الموضوع وطرحه علميا ولكن الراي الأخير للجدل التاريخي التصاعدي في ثقافة سلامه موسى الباحث دوما عن التطوير بحيث تكون كلمة ثقافة تعبير ديالكتيكي جدلي عن استخدام ادوات التعبير حسب ما تمليه علينا وعلى كل عصر ادوات الأنتاج وهي ترجمة صحيحة للاشتقاق الأنكليزي فهم استخدموا كلمة ثقافة من الأدوات الزراعية لن الأنسان المتمدن كان حتى قبل 200 عام من هذا التاريخ يوصف بالزراعي وكانت المجمتمعات الزراعية هي الأكثر ثقافة وعلما وتنويرا وتشترك في هذه الصفات كل المجتمعات الحضرية وما زلت انا اشهد مثل هذه العادات في المجمتمعات العربية حيث ما زلنا الى اليوم نصف الأنسان المتعلم والجيد والماهر والحاذق بكلمات لها مدلولات زراعية مثل : فلان فالح و مفلح وقد استخدم القرآن في ذلك مثل هذه المواصفات حيث جاء به : فاولئك هم الفالحون و: المفلحون و قد افلح المؤمنون وقد مر التاريخ البشري في عدة اطوار : فقد كان الأنسان المتحضر يدعى بالصياد قبل 100000 قبل الميلاد الى بداية استئناس الحيوان وتدجينه وبعد ذللك اصبح الأنسان المتحضر يدعى بالحجري الأعلى والأدنى ثم اصبح اخيرا الأنسان الزراعي هو المتحضر واتلمدني بلغة اهل تلك العصور وذالك منذ 9000 ق.م تقريبا وبعد ظهور عصر الحديد بدىء ينظر الى الأنسان المستخدم للحديد بالمتحضر وذلك منذ 300 قبل الميلاد تقريبا اللا بداية عصر ال نهضة في اوروبا ونهاية العصور الوسطى ولكن الحضارات كانت تنشأ على مواقع الرعي والزراعة معا لذلك كان الناس يتأثرون بالادوات الزراعية علميا واصطلاحيا لذلك فأن استخدام سلامه موسى لكلمة الثقافة فيها كثير من هذه الدلالات الزراعية كما وسبق ان أشرنا
اليوم ندخل عصر المدنية والصناعات واصبح لدينا اكثر من 160 تعريفا لكلمة الثقافة وذلك يعود الى كثرة المخترعات والأكتشافات فلا نستطيع ان نحدد معنى زراعيا او رعويا لكلمة الثقافة فالمثقفون اليوه هم صناع برامج الكمبيوتر والأنترنت والأطباء ورجال الدعاية والأعلان والصحفيون وامهنيون بكل قطاعاتهم ومنسقوا الزهور والورود والسياسيون وكل انسان او جندر على حسب هوايته سواء اكان شاعرا ام ملحنا او مغنيا او اديبا او طبيبا او استاذ جامعي او مهندسا
ولقد دخل العالم اليوم مرحلة الأنسان المدني وكلمة مدنية سوف تحل في المستقبل محل كلمة مثقف كما حلت قديما كلمة الأنسان الحجري محل كلمة الأنسان غير العاقل وكما حلت كلمة فلاح وفالح ومفلح محل كلمة الأنسان الحجري وكما حلت كلمة الأنسان الصناعي محل كلمة الأنسان الزراعي واليوم سوف تحل كلمة الأنسان المدني محل كلمة الأنسان المثقف
واخيرا فان الثقافة في عمومها مجموعة تراكمات من الآختراعات والمكتشفات وهي تصبغ الأنسان بطابعها المهني الحديث وتحيله الى كم هائل من المعلومات والخبرات الذاتية بسبب تقدم وسائل الأنتاج المعرفي والعلمي الذي يسهل عنه متطلبات الحياة ويختزل له جهدا ووقتا كبيراهو اليوم في امس الحاجة اليه.
| |
|