عذرا فلسطييييييييييين

شبَّه الشاعر محمد جريدي هؤلاء الجزائريين الذين لم يتمكنوا من تخطي هذه الحواجز والوصول إلى فلسطين للمشاركة في المعاركة المقدسة بالبنوة التي ترى الأمومة ملطخة في دمائها ولا تملك إلى نصرتِهَا سبيلا, قيلتمس الشاعر المغفرة من الأم الجريحة فلسطين لأبنائها في الجزائر, فيقول :عن لسان كل الجزائريين:

فَلَسْطينُ, إنِّي الابْنُ والابْنُ طائِعُ فَهَا أَنَذَا أعْصي, فَهَلْ فيكِ غُفْرانُ

فَإِنَّ صُدُودِي عَنْ حِمـَاكِ جِنَايَةٌ وَإِنَّ قُعُـودِي عَنْ فِدَاكِ لَعِصْيانُ

فَلَسْطينُ, لا تَأْسى لَغَيْبِي فَـإِنَّني وَإن غِبْتُ, بِالحِرْمَانِ مِنْكَ لاسيانُ

وَإنْ فَقَدَتْ رِجْلي رَكَائِبَ لِلْفِدَا فَلَيْسَ لإحْسَاسِي وشِعْري فُقْدانُ

فَـإِنَّ إِذَا رُمْنَا لِأَرْضِـكِ سفْرةً يُعـارِضُنَا بِالْمَنْعِ والرَّدْع ِ طُغْيانُ

وإِنْ رامَ صهيـونُ لِغَزْوكِ هِجْرةً تُفْتَحُ لَهُمْ في الْجَـوِّ والْبَـرِّ بِيبَانُ

فَها هُوَ إيِمَانِي فِـداكِ ونَخْـوتي فَمَاذَا عَسَى يُجْدِيهم فِيكِ حِرْمانُ

وَهَمُّكِ هَمِّي يَا فَلسْطِينُ فاصْبري فَإنَّ اهْتِياجَ الْمَوْج تُفْنِيهِ شَطْـآنُ

ولَسْتُ لِبَحْرِ الظُّلِم إلاَّ شَواطِئًـا وَلَيْسَ لِمَوْجِ الظُّلِمْ بَعْدَكِ طُغْيانُ

قلوبنا معكم

يا أهل غزة لا عذر لنا أبدا *** وما لنا عن سهام العار مستتر

إن لم نعنكم ولم ننصركم فلقد *** جعلتم راية الإسلام تنتصر

ما ثلتم أهل بدر في ثباتهم *** وأهل بيعت صدق زانهم ظفر

لا ترتضون بضيم حل أرضكم *** بل أرضكم بحمات الدين تفتخر

فالتعرذرونا فإن القوم قد جبنوا *** وبات همهم في المال منحصر

لا يأبهون لمن قد مات محترقا *** ولا لشيخ كبير مسه الضرر

ولا لطفل صغير أمه قلت *** ظلما بلا سبب والكل قد نظروا

إلى متى عرضنا يسبى ولا أحد *** يقول هذا محال أيها البشر

عذرا من صمت الزعماء عزرا من زمن تسفق به الدماء ويشمت به الزعماء

إلى كل من تاجر بمداء فلسطين اقول له انت إلى مزبلة التاريخ

وعاشت الشعوب العربية حرة عاشت فلسطين عربية حرة

عاشت العراق عاشت الصومال عاشت الأمة العربية

مشكورة يا غالية