شاركوني ..... كي لا اكون وحيداًًً ! !!

هل اختبرت هذا الشعور مسبقا .. يسري في جسدك كمجرى الدم ...
يختلج نفسك ...
يحطم قلبك ...
يجتث شرايينك وأوردتك .. يعتصرك .. يدمرك ...
الوحدة التي تقتلك ببطئ ...
تغرقك من رأسك حتى أخمص قدميك ...
الوحدة والناس حولك
الوحدة وانت تنظر بعيني الحبيب فلا تجد نفسك ...
الوحدة ...
الوحدة حين تكون مع العائلة حول مائدة الطعام ولكنك لست موجود ...
الوحدة والدنيا حولك تدور ولاأحد يراك ...
غريب في وطنك ...
غريب في بيتك ...
غريب في نفسك ...
غريب .. غريب .. غريب ...
تملأ عينيك الدموع ويملأ قلبك الأسى وغصة تخنق حلقك تبتلعها لتسقط في حطام صدرك ...
كانوا هنا .. كانوا حولك ولكنهم رحلوا ولم تعلم .... فهم مازالوا هنا ...
تبكي وترمي رأسك بين أصابعك المتشابكة وتضغطه .. تضغطه بقوة ... يكاد يعتصر علّ هذا الصداع يتوقف .. علّ هذا الشعور يختفي ..
لا أحد يواسيك ........

بين الدموع تشتق الابتسامة طريقا الى شفاهك
ابتسامة صغيرة لامعنى لها
ابتسامة صغيرة لا وجود لها
وأنت تبحث عن ذاتك ... تبحث حاملا همومك على ظهرك ..
لقد رأووا الابتسامة ونسوا الدموع التي تغرق عينيك ...
فلم يسألك احد مابك ؟؟
وكم أنت بحاجة أن يسألك أحد مابك !!!
تمد يدك الى جيبك تخرج مرآتك الصغيرة لترى العينين الحمراوين وتسأل مابك ؟؟؟
فينزل بك السؤال نزول الصاعقة تضم المرآة وتبكي تبكي بمرارة وترمي همومك فيها ...
ليس ( أحبك ) ماتود سماعها ...
ليس ( أنت حبيبي ) ماتود سماعه ...
فقط لو يسألك أحدهم ... مابك ؟؟؟
لقد استوطنت جسدك الوحدة واحتلت قلبك الوحدة وهم ينظرون ...
لا يفهمون ...
أنت من تكون ؟؟...
لقد سقطت في عالم الظلام وحدك ...
يسقط الليل عليك طاويا النهار
تضم الوسادة الصديقة الوحيدة وتبكي ...
ويطول .. يطول .. يطول الليل وأنت وحيد ...
ماذا بعد ؟؟....
لو أن أحدا يمرر أصابعه في خصال شعرك المتعب ...
يمسح خدك بيده الحنونة
يطبع على جبينك قبلة بريئة
يلملم بأنامله دموعك الحارة
ولكن ............................................. لا أحد
لا أحد ....
لا أحد ....
ترفع يدك تتحسس مجرى الدمع وتلف ذراعيك حول نفسك تضم نفسك


عزيزي ................ هل نسيت أنك وحيد ؟؟؟

تتقلب طول الليل وألم .. الم لاتستطيع ايقافه كأن جلدك ينسلخ عنك ...
آآه آآه من أعماقك تلفظها .. تصرخ بها
آآآآآآآآآآآآآآآه على العمر الذي مضى
آآه ............
على كل دقيقة ذهبت وأنت وحيد
على كل دقيقة ضاعت وأنت تبحث عن أحد
تنتفض من السرير ... كجثة من تحت الرماد ...
تحملها بين يديك .. هذه الصديقة القاسية .. الصديقة المؤذية
هذه الصديقة القاتلة ...
ترفعها الى شفاهك رغما عنك ...
تحترق وتحرقك معها .. وتتناثر أشلائها في الهواء
صديقتك الوحيدة في الليل ....

فقط ليسألك أحدهم : مابك؟؟؟

فيا من قرات سطوري : مابك ؟؟؟